قالت : أذا كنت تهـــواني وتعتبـــرُ *** هــذا الجمال الذي أهداني القــــدرُ
مقيــاسُ حُــبٍ اليّ جئـــت تظهــــرهُ *** فقد نسيــتَ بطبعـــك .. أنني بشـرُ
وقد عشــقتَ جمــالاً لا بقـــاء لــــهُ *** أنّ الجمــالَ مــع الأيــــام ينـــــدثرُ



فقلتُ : رفقــاً بقلبــــي يا مُعـــذبتي *** حُـسـنٌ سباني .. وأن الحُسن مُقتدر


قالت : وهل في جمالي مايخــــلدهُ *** في حين تمضي سنينُ العمر والدهرُ
أن الــورود التي راقــت مناظــرها *** تموت حتماً ويذبلُ غصنهـــا الخضــرُ



فقلتُ : انّـي وحــق اللـــه مُعـــتجـبٌ *** لئن عشقــتُ جمالَكِ , ماهو الضــررُ


قالت : أتعشق جمالاً قد حظيــتُ بــهِ *** وفي طباعي عيوبـــاً ليـس تستتــرُ
عشقــتَ زهــراً .. ولكن لاشــذاء لـــهُ *** هل يُـعشقُ الزهرُ لولا الريـحُ والعطرُ



فقلتُ : سبحــان من أهداكِ موعظــةً *** لقد هواكِ لعمري السمـــع والبصـــرُ
فما سبيلي الى وصلٍ أعيــــشُ بـــهِ *** أنـّـي قتيلٌ بحبــــكِ دونمـــا خبـــرُ



قالت : أذا كنت للأخــلاق تعشقنـــي *** وغايـة النفــس مني جوهري النضــرُ
فسوف أعلم بأنك في الهوى قدري *** وان ( حُـبي ) يقينـــاً ســوف ينتصــــرُ
ان الجمــال جمــال الروح فـادركـهُ *** ورونـق الحُــسـنِ مقياس ٌ لمن خسـروا