لازلت معكم ... أقلب صفحات قلبي بهدوء .. أقلب ... وأقلب .... وأقلب
ولكن هذه المرة تبدو الصفحات خالية تماما
فراغ رهيب ذلك الذي أشعر به الآن .. ان كان الفراغ شعورا او إحساس
أتفقد طرقات قلبي فأجدها خالية تماما ... يا للعجب
تلك الطرقات التي كانت منذ ساعات قليلة مليئة بأطياف وذكريات وأحاسيس صادقة للأشخاص ومعاني غالية علي قلبي ...لم تعد كذلك الآن
اخطو خطوات مترقبة خائفة وأناملي تتلمس جدران ذلك القلب .. أشعر بالوحشة الشديدة
لا لم تعد ذلك القلب الذي أعرفه ... تري ما الذي تغير ؟
لماذا هجرك سكانك وغدوت خالي الطرقات دون ساكن أو زائر ...
أتراه ذلك الوحش الذي طالما احتجزته خلف اسوار الأمل ...
هل فُكت قيوده ؟ هل انهارت تلك القلاع الحصينة وأصبح وحش الإحباط حرا طليقا يبحث عن فريسة جديدة...
أم أن تلك المعاني والأحاسيس حلت ضيفاً سريعاً علي قلبك الخالي منذ زمن بعيد لتبدد وحشته و تزيل قسوته وتعمًر طرقاته... ثم مالبثت سريعا أن انهت رحلتها وغادرت بعد أن فتَحتُ أبواب قلبي علي مصراعيه لأريكم اياها وأشعركم بما أشعر به ، وعاد القلب كما كان ..
لا ... لست ذلك القلب الذي أعرفه ...
لا تقوي قدماي علي المزيد من السير في تلك الطرقات المهجورة ... اجلس مستندا لأحد الجدران بانتظار قادم مجهول ...
خبر أو حدث أو ربما شخص ... لم أعد أهتم
ولكن كل ما يهمني الآن
أني لازلت منتظرا......